النميمة في هدم المجتمعات
ماهي الا نوع من السخرية والتقويل عن الاخرين بصفاتهم او بوصفهم ماليس فيهم او تلقيبهم وتعيبهم بأمر وجدوه فيه اما صفة فيهم او ذلّة او خطأ، وبالتالي ينتج عنه افااات خطيرة في الكبر والتعالي والوقوع في الذنب بينما الهدف الاساسي منه يكون لاملاء الفراغ او للمتعة في الخوض في عيوب الغير او في تعيبهم، ومن الدراسات والتجارب الشخصية والعلمية والبحوث ونصوص الدين وتعاليم القرأن الكريم والسلف الصالح تبيّن بالدليل القطعي ان الغيبة والنميمة من الآفات التي تعمل على ضياع الترابط الاخوي بين الافراد وتهدم البناء المتين في المجتمع المسلم مما يؤدي الى التباغض والتحاسد والحقد بين الناس.
كم من اخوة لنا نقلو لنا بغضهم لشخص بسبب مانقله لهم اخر او بسبب ماسمعه من سخرية بحقه على لسان اخر في بهته علنا او في اتهامه بصفة او عمل ليس فيه والنتيجة غالبا تكون الحقد والكره والقطيعة والتفكك والتي هي السبب الرئيسي في تفكك المجتمات، واليوم مع الاسف لانكاد نرى احدهم او نلقي عليه تحية الاسلام حتى نبدأ الخوض بما لم ينزل به الله من سلطان، ونتناسى لوهلة اننا ممنوعون بنصوص شرعية في الخوض بما لا يعنينا.
اداب الاسلام وحفظ اللسان
ومن هذا المبدأ علينا التأدب باداب الاسلام وحفظ اللسان من كل محرم وعدم اغتياب الناس وعدم المساهمة في نشر العداوة والبغضاء من خلال النميمة والغيبة، والاهم من ذلك عدم الخوض في اعراض العباد وخصوصا قذف المحصنات عافانا الله واياكم، والعادة هي ان نعيش بهدوء لنكسب يوم القيامة بحسناتنا لا ان نعمل على زيادة سيئاتنا في الاخرة وتفكك اسرنا ومجتمعاتنا في هذه الدنيا العابرة السبيل.
النميمة خطرعلى العلاقات الاجتماعية
فكم نرى ونرى اليوم من امهات طلقت بالنميمة وكم نرى من عائلات تفرقت بحقد الغيبة والشكّ والنمينة، وقال تعالى في ذلك " ايحب أحدكم ان ياكل لحم اخيه ميتاً"، عافانا الله واياكم من هذه الافة الخطيرة التي لها الدور الاول في التباعد والبغض بين المجتمع وبالتالي المجتمعات والاهم من ذلك غضب الله علينا عندما نتفرق ونتشرذم ونكن حينيئذ غثاء سيل مرض النميمة، وهو داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأسر ويفرق بين الأحبة، ويقطع الأرحام، وما أكثر انتشار النميمة بين الرجال والنساء في هذه الأيام، وأصل النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد وكشف الستر وهتكه.
النمام يمشي بين الناس وهمه إفساد القلوب وقطع الصِلات والأرحام، وهدمُ الأسر وهتكُ الأسرار، يثير الفتن ويسعى للوقيعة بين الأحباب والتفريق بين الأصحاب، يزرع الأحقاد والضغائن في القلوب، ويُشعل نيران الكراهية في الصدور، ويجعل الصديقين عدوين، والأخوين متقاطعين، والزوجين متنافرين، فمن كان واقعا في شيء من النميمة، فليتب منها عاجلا مادام قادرا على التوبة وما دام باب التوبة مفتوحاً، فلنتق الله تعالى ولنحفظ ألسنتنا من كلام السوء وشر النمامين، فقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بلسانه وهو يقول:"ويحك، قل خيرا تغنم، واسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم".